" بين الأمل والتحديات معاناة الطلاب الجامعيين السوريين"
أثقلت عليهم الحياة بأعبائها من تدهور الأوضاع الاقتصادية، وعدم توافر فرص عمل مناسبة لهم ولأوقات دوامهم، وتهجيرهم إلى أماكن لم يتزودوا لها بشيء سوى ثيابهم التي خرجوا بها.
حاولوا بكل ما يملكونه من جهدٍ وقوة أن يستمروا ويجاهدوا حتى ينالوا ما عملوا لأجله، حالمين بلحظات تتويجهم، مرتقبين لحظات تهنئتهم بتفوقهم، لكن الظروف القاسية أجبرت البعض على إفلات يديه من التشبث بإكمال حلمه، واستنفذت كل ما يحمله من طاقة.
هذا ما يعايشه الطلاب السوريون ويجاهدون للحصول عليه في تركيا وفي الشمال السوري المحرر.
تحدياتٌ ومواجهاتٌ عديدة يمر بها الطلاب الجامعيون، منها ارتفاع أقساطهم الدراسية التي تزداد سنةٍ تلو الآخرى.
متطلبات كثيرة لا حيلة لهم لتأمينها للسير نحو تخرجهم الذي باتوا يعملون ويكافحون لأجله، ولا عمل يُساندهم لتغطية التكاليف الباهظة التي تقف على أعتاقهم كهمٍّ ثقيل.
كما نفدت قدرة عائلاتهم لمد يد العون لأبنائهم للسير في مرحلتهم التعليمية.
خوفٌ و حزن أصاب أعينهم البراقة، وسؤالٌ يراودهم حول إمكانية الاستمرار في تلك الرحلة، أو التوقف والتخلي عن مهنتهم المستقبلية.
اضطرابٌ وقلقٌ يستوطنهم بدايةَ كلٍّ عامٍ دراسي، يبتدئ عند الطلب المتكرر من إدارة جامعاتهم لتسليم الأقساط السنوية…
تلك القبعة والثوب الذي يرتديه الخريجون لرفع راية العلم أصبح حلماً بعيداً يستحيل الظَّفر به لطلابٍ كُثر، فإن أمكنك أن تساعدهم فلا تبخل، فإنَّ النَّفس لن تنسى أبداً يداً مدَّت إليها في محنة كهذه وألبستها قبعة التخرج.
بقلم المهندسة بشرى الشيخ بكري