img

"تضحيات وصعوبات أهل الخيام"

في ظل النزاعات والحروب الدامية التي عانى منها أهلنا السوريون الذين لجؤا إلى الخيام بعدما دُمِّرت منازلهم إثر قصفها بمختلف الأسلحة المحرمة دولياً؛ عاشت عدة عائلات في خيمة واحدة لتزداد بذلك معاناتهم.


عانوا من برد الشتاء القارص وكثرة الأمطار والسيول، حيث كانت تبتلُّ جميع ملابسهم ومستلزماتهم.

كان كثيراً ما تهدم عواصف الشتاء الباردة خيامهم ليعاودوا بناءها ببسمة ممزوجة بالآلام والشقاء.


بعض الأطفال اضطروا لترك مدارسهم ليعملوا حتى يستطيعوا تأمين ثمن الخبز لإخوتهم الأصغر سنًّا، متحملين مسؤولية إعالتهم في سنٍّ مبكرة.


البعض الآخر الأكثر حظًّا كان يدرس في خيمة مهترئة، ويذهب لمدرسته البعيدة على طريق مليئةٍ ببرك المياه الوحلة.


لم يستطع أهلهم توفير متطلبات الحياة التي باتت شبه معدومة بسبب غلاء المتطلبات المعيشية في ظل تدهور الاقتصاد وعدم وجود فرص العمل المناسبة، مما اضطر الكثير منهم للعمل في مكابس الطُّوب، وحفر التراب، وتكسير الصخور التي سببت لهم آلام الظهر بجانب إصابة العديد بمرض الدسك والمناقير.


عانوا من الكثير؛ ليالٍ باردة، وأيام مليئة بالعمل الشاق ليعودوا بنهاية يومهم حاملين الخبز بيدين مرتجفتين من شدة التعب والبرد، محاولين إخفاء ذلك وهم يمسحون على رؤوس أولادهم بأنفسٍ راضية رغم البلاء.


كما أنهم عانوا من قلة المستشفيات وندرة الدواء اللازم لصحتهم.


وبمزيج من الصبر والكفاح؛ عاش أهلنا هذه الحياة القاسية، وبمزيد من الرضا والتَّسليم راحوا يستقبلون أيامهم المقبلة.


بقلم الآنسة رغد الحسن