"مأساة وصرخات أطفال غزة وصمت العالم"
فاجعةُ الحربِ المفاجئة استيقظ عليها إخواننا في غزة بسقوط قذائف وأسلحة متنوعة عليهم لأسبابٍ مجهولة، فدمرت وأدت لاستشهاد العديد منهم وإصابة الكثيرين في صفوف المدنيين بجروحٍ وبترٍ في أجسادهم.
نفدت لديهم جميع مقومات الحياة من طعامٍ وشراب ودواء، حتى المرافق العلاجية تم استهدافها والمرضى والمصابون يمكثون بها.
أسفرت هذه الحرب الوحشية عن حصارٍ صارم وقصفٍ مستمر؛ أطفالٌ يبحثون عن عائلاتهم بين الجثث والمرضى على أمل اللقاء، وأطفالٌ يحاولون مسح عبرات الذُّعر بأطراف أصابع مبتورة.
مشاهدُ الفقد في غزة لا تتشابه مع مشاهد فقد أي حربٍ آخرى، فلكل فقيدٍ قصة مختلفة، ومشهد مؤلم ومؤثر.
هناك من تمتلكهم الحيرة والصمت أمام جثامين أحبتهم، وآخرون ممسكون أيدي فقيدهم، وأصوات الرجاء تملأ حناجرهم مناشدةً لهم لعلهم يجيبون مرةً أخيرةً.
طلابٌ ترقبوا قدوم العام ليكون حافلاً بإنجازاتهم وتفوقهم للبدء والصعود في سلم النجاح معانقين أحلامهم ممسكين بها، إلا أن الموت كان أقرب منهم ولم ينجوا منه.
معلمون ومسؤولون غادروا الحياة مع طلابهم قبل لحظة التتويج وإكمال مرحلتهم التعليمية.
استمر القصف عليهم بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة المحرمة على المجتمع البشري، وتسببت محاولات الهجوم المتكررة ليلاً ونهاراً بحدوث أزمات ودمار هائل في المنازل مما أجبر المتضررين على الاتجاه إلى أماكن خالية من الخيام والمدارس، مع انعدام ما يقويهم على سير الطريق المرهقة من وسائل النقل والزاد.
شهدت غزة في هذه الحرب الكثير من البطولات لشعبها وأطبائها لمساعدة جرحاهم الذين باتوا ينزفون دماً ويصرخون وجعاً أمام أعينهم، دون وجود أدوات علاجية ولا حتى أدوية لتسكين آلامهم.
أحلامٌ تبعثرت، وأيام تقلبت، وظروف اشتدت، وصرخاتٌ ولحظاتُ وداعٍ بائسةٍ استقرت في ذواكرهم لن ينسوها وإن نسي العالم كله.
بقلم المهندسة بشرى الشيخ بكري