"رحلة الشعب السوري في وجه التحديات القاسية"
كلفةٌ ثقيلة تسببت بها الحرب منذ اندلاعها من قتلٍ ونزوحٍ وتهجير ودمار في سوريا، من أقسى الحروب التي شهدها العصر الحديث، تلك الحرب التي تركت قصصاً مؤلمةً للفقد والمأساة، والأوجاع والآلام.
خرجوا متراصي الصفوف، معلنين كلمة الحق، ممسكي الأيدي، بوقفة شامخة نصرةً للعدل، وطلباً للعدالة.
بصوتٍ واحد يهتفُ بالحرية والاستقلال، يهتفُ بالسلام وبث الأمان، إلا أن الصفوف المتراصة تبعثرت عندما استهدفتها أسلحة العدو الأسدي بقسوة دون رحمة لصغير أو حُرمة لامرأة.
صرخات ألمٍ وعجزٍ وحزن لم يتجاوزها السوريون حتى الآن، بل أصبحت جزءاً من حياتهم ورافقتهم في أحلامهم. صواريخ و قذائف وطيران من شتى الأنواع لم تتوقف عن مطاردة الأبرياء، لتتلطخ الجدران بأشلائهم.
كما كان هناك أعدادٌ هائلة في صفوف المعتقلين الذي لم يكن مثل أي اعتقال بل ضم الكثير من الأطفال والنساء والرجال، وتم تطبيق أشد درجات التعذيب عليهم داخل زنزاناتٍ مظلمة وأبوابٍ مغلقة. وهكذا اشتدت الأزمات على السوريين وانقطعت عنهم كافة مقومات الحياة من وقودٍ وطعام ودواء وحتى الماء لسنواتٍ عديدة.
حصارٌ صارم وطويل الأمد تسبَّب بمجاعةِ و وفاة العديد منهم، مع تلازم القصف المستمر عليهم.
ومع فجر كل يوم كانت تولد لهم مشقات وصعوبات كثيرة جديدة حتى انتهى بهم المطاف إلى تهجيرٍ قسري فرقهم عن أحبتهم و عن منازلهم وأرضهم.
هاجروا ومكثوا في خيامٍ غير مؤهلة للعيش البشري مع تقلباتٍ مناخيةٍ قاسية، وانقطع أطفالهم عن السلسلة التعليمية.
خرجوا من ديارهم وخلفهم أحلامهم مُدمرة إثر حملات هجمات النظام المستمرة.
بقلم المهندسة بشرى الشيخ بكري