"دور الجمعيات الخيرية في تحقيق دعم المجتمع المحلي"
كيف يمكن للجمعيات الخيرية أن تصبح نبراسًا مضيئًا في سماء المجتمع المحلي؟ وكيف يمكن للأفكار المبتكرة أن تصنع الفارق الحقيقي؟
في قلب كل مجتمعٍ ينبض كيانٌ يعكس القيم والمبادئ التي تجمع أفراده، وغالبًا ما تلعب الجمعيات الخيرية هذا الدور في رعاية أفراد المجتمع وتقديم الدعم لمن هم في أمَسِّ الحاجة إليه.
انطلاقًا من طالبٍ مجتهدٍ تتبدد من أمامه العقبات بفضل منحةٍ دراسيةٍ مقدمةٍ من جمعية سفراء الخير، ووصولًا إلى بسمة رجلٍ عجوزٍ استطاعت هذه الجمعية تأمين منزلٍ كريمٍ يأوي إليه مع عائلته المؤلفة من بناته الأربع، إحداهن زوجة شهيدٍ وأمٌّ لثلاثة أيتام. هكذا ابتدأت جمعيتنا غرسَ بذورها.
فكانت من أوائل استراتيجياتها إنشاء المراكز التعليمية للأطفال الذين حُرموا من التعلم بسبب الحرب الهمجية، حيث استطاع ذاك الطفل ذو الخلق الحسن بفضل هذه المبادرة الحصول على أبسط حقوقه، وهو التعلم.
وفي جانبٍ آخر من أعمال الجمعية، كانت هناك مبادراتٌ صحيةٌ تهدف إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية في المنطقة، وكفالة الحالات الصحية الحرجة والمستعجلة. تلك المبادرات كانت بمثابة شريان حياةٍ للعديد من الأسر التي لم تكن تستطيع تحمل تكاليف الخدمات الطبية.
ولم تقتصر جهود الجمعية على التعليم والصحة فحسب، بل أطلقت مبادراتٍ لمشاريع بناء منازل للأهالي المتضررين من الحرب، وكان من بينهم قرية السفراء وقرية واحة الزيتون وقرية واحة النخيل.
كما اهتمت جمعية سفراء الخير بتقديم الدعم النفسي للأطفال الذين تأثروا من الحرب والزلازل، حيث كانت هناك جلساتٌ للعب والتوعية تهدف لمساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم والتخلص من التوتر والضغوط النفسية.
من خلال هذه الأفكار والاستراتيجيات التي نظمتها جمعية سفراء الخير، أصبحت أكثر من مجرد منظمةٍ خيرية، بل أصبحت نبضًا ينبض بالحياة والأمل في قلوب الكثير من الناس، تعزز التضامن والتكاتف بين أفراد المجتمع وتبني مستقبلاً أكثر إشراقًا للجميع.
بقلم الكاتبة نسيم