img

"كيف يمكن أن نكون داعمين لبعضنا البعض في زمن الألم"

لا يمكن أن يكون التجاهل خياراً أخلاقياً في مواجهة آلام الآخرين، فهو يشبه تصرفات من يختارون ما يسمعون بناءً على ما يفضلون، متجاهلين ما لا يروق لهم.


والسؤال هو، لماذا نميل إلى هذا السلوك، بينما نحن جميعاً ندور في فلك الألم ذاته، مختلفين فقط في مدى قربنا من مركز هذا الألم؟ قد يظن البعض أنه بمأمن، لكن هذه السلامة زائفة ولا تدوم، إذ سرعان ما تتغير ديناميكية دائرة الألم وتتبدل المواقع.

عندما نتخذ من التجاهل والإغفال أسلوب حياة، لابد أن يعود هذا السلوك ليطالنا في نهاية المطاف، وقد نجد أولئك الأقرب إلى قلوبنا يتبعون نفس المسار في تعاملهم مع معاناتنا.

إذاً، فإن الخُلق الحسَن والسعي لتخفيف شقاء الآخرين والإجابة على حوائج المستضعفين ليست من قبيل الزهد فحسب، بل هي قانون اجتماعي راسخ، يُثاب عليه المرء في أحلك الأوقات التي يفقد فيها الأمل والصبر والتفاؤل.

ولا نغفل هُنا عن إعادة تعريف ‘أصحاب الحاجة’، فلا نحصره في من نظُن أنهم بحاجة.

في نهاية الأمر، عندما يتلاشى الضوء ويختفي الصوت، نجد أن أهم ما يبقى هي الرحمة. لنكن لبعضنا البعض أملاً وسنداً.

الكاتب وليد حمودي